العقيدة إن الدين الإسلامي عبارة عن شريعة وعقيدة، فتشمل الشريعة الجانب العملي الذي يجب العمل والالتزام به وتطبيقه، بينما تشمل العقيدة الجانب النظري الذي يجب الإيمان والإقرار والتصديق به، إن مصطلح العقيدة جاء من علماء المسلمين على أمور الإيمان والتصديق، فلم يأتِ أي تعبيرعن هذه الأمور بكلمة العقيدة في القرآن الكريم والسنة.
وإنما جاء التعبير عنها بمصطلحات أخرى مثل الإيمان ومشتقاته والتوحيد والسنة، حيث إن كلمة الإيمان تبقى أكثر قرباً وتأثيراً في النفس والقلب والعقل من أي ألفاظ أخرى، وفي هذا المقال سوف نتعرف على مفهوم العقيدة وأهميتها.
العقيدة لغة: مشتقة من الفعل عقد، حيث نقول عقد العهد والبيع والحبل، فتعني شده ووثقه وربطه، فهذه المرادفات تفيد القوة والتماسك والإحكام، وبالتالي هكذا تكون عقيدة المؤمن قوية ومتمكنة في نفسه، أما اصطلاحاً فهي عبارة عن اطمئنان النفس والتصديق والإقرار الجازم دون شك بالجانب النظري في الإسلام، ويتمثل في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر.
أهمية العقيدة إن للعقيدة الإسلامية أهمية كبيرة جداً تظهر في الأمور التالية:
- إن جميع الرسل جاءوا من أجل الدعوة إلى اتباع العقيدة الصحيحة.
- إن الهدف من خلق الله الإنسان والجن هو من أجل توحيد الألوهية، والتوجه إلى سبحانه وتعالى بالعبادة وحدَه.
- إن مصدر السعادة في الدنيا هي الإيمان بالله تعالى، حيث إن الطمأنينة والراحة تأتي من خلال إيمان الشخص بالله وبأسمائه وصفاته.
- إن إيمان المسلم بالعقيدة الصحيحة يبعده عن ارتكاب المعاصي والآثام والتأثر بالأفكار الفاسدة.
- إن العقيدة الصحيحة تعمل على الإجابة وتفسير جميع الأسئلة التي تأتي لذهن الإنسان مثل صفات الله تعالى، ومبدأ الخلق، وأمور القضاء والقدر وغيرها.
خصائص العقيدة تمتاز العقيدة الإسلامية بعدة خصائص من أهمها:
- الربانية: إن تفاصيل صفات الملائكة ومراحل اليوم الآخر والجنة والنار وغيرها تعد من الأمور الغيبية، أي لا علم للإنسان بها والتي علمها عند الله وحده فقط، حيث مهما بذل الإنسان جهده في تصور هذه الأمور فإنه لا يصل إلى ما هو صحيح.
- موافقة الفطرة والعقل: تتميز العقيدة بموافقتها للفطرة، حيث قال تعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"، حيث إن العبد يتقبل هذه العقيدة بالراحة والطمأنينة والرضا، حيث إنها تتوافق مع نفسه وتكوينه، كما تتميز أيضاً بموافقتها للعقل، حيث إنها لا تناقض المنطق ولا التفكير السليم، فقد ورد في القرآن الكريم العديد من الدلالات العقلية على الحقائق الكبرى في هذه العقيدة، وتحدّى الكافرين بأن يأتوا بإثباتات عقلية لتبين صدق وصحة معتقداتهم ومنطقهم، حيث قال تعالى: "أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ الله ۚ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ".
- الوضوح والبساطة: تتميز العقيدة بوضوحها وبساطتها وسهولتها، حيث يمكن لجميع الفئات فهمها، سواء كان جاهلاً أو متعلماً أو كبيراً أو صغيراً، حيث إنها ليست فلسفة معقدة لا يمكن شرحها، وإنما تعتمد على الفطرة وبدهيات العقل.
- الإيجابية: إن العقيدة لها آثار إيجابية كثيرة في حياة الفرد والجماعة، فهي تحرر الفرد من الأهواء والشهوات ومن الشجع والطمع والخضوع والأنانية والدمار في الأرض والظلم والتكبر وغيرها، وتعمل على خلق إنسان طيب محبٍ للخير لبلده ولأمته، ويشعربالراحة والرضا والسرور والقناعة ومبادر إلى الخير والعطاء وغيرها من الآثار الإيجابية.